كان موضوع ذا شجون وأثارني جداً..
فوجدت نفسي أمتطي قلمي..
لأكتب لكم قصتي..
أقصد سري الذي أفصح عنه للمرة الأولى وألقيه بين أيديكم..
لأني والله أخشى أن تسلك إحداكن مسلكي وتؤول حالتها إلى ما آلت إليه حالتي..
فحبي لكم وخوفي عليكم يجبرني أن أفصح لكم بما أخفيه في قلبي.. وأروي لكم قصتي..
والتي بدأت تفاصيلها عندما قرأت في إحدى المجلات... عن إمكانية الدعوة إلى الله عبر غرف الشات..
فأعجبتني هذه الفكرة كثيراً..
لأنني كنت أمتلك أسلوباً جيداً في المحاورة والإقناع..
بدأت التفكير الجدي في هذه الفكرة الخطيرة.. وما هي إلا أيام حتى أصبحت هذه الفكرة على أرض الواقع..
وبدأت الدعوة إلى الله طامعة بالأجر والمثوبة من المولى عز وجل.. أمضيت الشهور الثلاثة الأولى بخطى ثابتة وعزمات صادقة..
ومع مرور الأيام أصبحت عملاقة في هذه الغرفة.. وقويت علاقتي مع الجميع..
كنت مهتمة كثيراً بعصر الحوار ومن ثم محاولة الإقناع.. وكنت أتمسك كثيراً برأيي الذي أراه صواباً مما زاد ثقة الكثيرين..
كنت في البداية أصوب أهدافي نحو الفتيات فأقوم بملاطفتهن أولاً ثم أبدأ بدعوتهن إلى الله.. وأرى من معظمهن حسن الاستجابة.
وتطورت علاقتي فيما بعد لأصل لمحاورة الشبان.. وإقناعهم وتغيير أفكارهم.. وكثيراً ما كنت أحاورهم بالأدلة من القرآن والسنة وآتي لهم ببعض أقوال الشعراء والحكماء مما يجعلني أكسب جولة المحاورة وأنتهي بالإقناع في أغلب الأحيان..
وكثيراً ممن أحاورهم كانوا يقولون لي في نهاية المطاف..
(الشات بخير إذا كان في وحدة مثلك)
!!!!!
ومنهم من يقول
(من الاستحالة أن تكون هذه العقلية لفتاة)..
!!!!
ولم يتوقف الأمر عل هذا الحد بل أصبحت فيما بعد أدير محاور الحديث على العام أتصدر النقاش.. والكل يستمع لي وينصت لما أقوله..
حتى بعض المشاغبين الذين يحاولون التهكم بي أجدهم مع مرور الأيام ينصتون لي ويتأسفون لما بدر منهم..
وفوجئت ذات مرة بالمشرف العام.. عندما أبدى إعجابه الشديد بطريقة أسلوبي ورقي ألفاظي ورزانة منطقي.. وحسن أدبي في التعامل مع الجميع..
وما كان منه إلا أن رشحني لمساعد مشرف (سستم) وأعطاني كامل الصلاحية في طرد من لا يروق لي أسلوبه..
وتنقضي الأيام وتمر سريعاً ومضى ما يقارب الثلاثة أشهر.. حينها زاد تعلقي بغرفة الشات..
وأصبح الإنترنت لا يعني لي سوى غرفة الشات..!!
وضعفت همتي وانحدرت عزيمتي وبدأت أنحرف عن هدفي..!!
وجعلت الدعوة إلى الله على جوانب طريقي بعد أن كانت هي وجهتي ,,وأصبح همي هو المتعة والضحك لا غير..
؟؟؟؟؟؟؟؟
إلى أن أتى ذلك اليوم الذي لم يكن بالحسبان..
فها هو قلبي السقيم.. يتعلق بأحد الشبان الذين كنت أحاورهم فقد أعجبني فيه لباقته وأدبه الجم في الحوار ولأنه في نفس تخصصي أتاح لي ذلك التعرف عليه أكثر ومناقشة بعض المواضيع وتبادل الأسماء والكتب..
ومع مرور الأيام ازداد تعلقي به ليصل إلى مرحلة العشق.. فقد ملك قلبي وسيطر على عقلي.. فكنت لا أستطيع الاستغناء عنه ولو دقيقة.. فعندما أغلق الجهاز يظل قلبي متعلقاً به سارحاً في خياله.. وأظل حزينة كئيبة حتى يتجدد لقائي به من الغد.. !!!!
وتغيرت حياتي وأصبحت عدوانية جداً أتصرف بحماقة.. أصبحت كثيرة السرحان.. خالية الذهن إلا من ذكر الحبيب.. ضعف تحصيلي الدراسي.. ولم أعد أهتم بالمحاضرات بل أعد الدقيقة كي أعود إلى البيت وأنعم بمحادثة الحبيب..!!!!
الكل من حولي من أهلي وقريباتي وصديقاتي لاحظوا أنني تغيرت كثيراً..
ولا أخفيكم سراً يا أحبتي أن حبي له قد أثر كثيراً علي.. فو الله يا أحبتي قد أنساني حبه القرآن الكريم بعد أن كنت أحفظه كآآآآآآآآملاً.. !!
وحتى أذكاري اليومية لم أعد أهتم بها.. والسنن الرواتب أهملتها لأني كنت أهرع سريعاً إلى لقيا الحبيب الوهمي..
دائماً ما كان ضميري يعاتبني ويثير صراع في داخلي..
فكنت أقول في نفسي أنا فلانة الملتزمة الحافظة لكتاب الله.. التي يشهد لها الناس بالخير والصلاح..
وهناك نداء في أعماقي يقول لي لا أنتِ فلانة العاشقة المخادعة.. التي رضيت لنفسها هذا الجانب الدنيء أنت فلانة التي خنت ثقة والديك بك..
وكان هذا النداء يلازمني دائماً وأنا أحاول تجاهله.. لأن الشيطان دائماً يزين لي سوء عملي حتى رأيته حسناً..
وكثيراً ما كنت أرى أن حبي له حب طاهر ونظيف
(يا له من طهر)..
وذات يوم وبعد أن كنت في أشد حالات السكر العاطفي..
قلت له بكل جراءة وأقصد بكل سذاجة ووقاحة..
(أنا أحبك)
فكانت إجابته التي نزلت كصاعقة على قلبي عندما قال: وأنا أيضاً (أحبك) لكني لم أجرؤ على قولها لأنني احترمتك كثيراً ولم أعتقد أن مثل هذه الكلمة تروق لك لأنك في نظري أكبر من أن أقول لك هذه الكلمة..
وبما أنك نطقتِ بهذه الكلمة
فأنا أودعك إلى الأبد
لأنني أخشى أن تصل أمورنا إلى ما هو أسوأ ولأنك وصلتِ إلى هذه المرحلة فأرجوك أن تتركي الشات وإلا سيحدث لك ما لا يحمد عقباه..
كانت كلماته كوقع الخنجر في قلبي.. هزتني بقوة.. وزلزلت أركاني.. وأيقظتني من غفلتي.. وأدركت أنني في مزلق خطير قد يجرني إلى هاوية سحيقة لا قرار لها..........
أعدت شريط ذكرياتي بانزعاج..
فضحكت كثيراً لسذاجتي وغبائي..
وبكيت أكثر على ما وصلت إليه حالتي..
وبكل عزيمة وإصرار أعلنت توبتي بين يدي خالقي.. وقررت أن أشد رحالي من غرف الشات بلا عودة.. وأن أدعو إلى الله في غير هذا المكان المحفوف بالشبهات..
فوجدت المنتديات خير بديل لي.. والحمد لله لاقيت نجاحاً كبيراً في هذا المجال..
ملاحظة هامة..
إلى كل من تريد الاشتراك بالمنتديات.. أنصحها برفض استقبال ما يسمى بالرسائل الخاصة لأنه عن طريقها يسهل الاتصال بال*** الآخر.. وهذا بلا شك له سلبيات كبيرة.. أظنها لا تخفى عليكم...
ومن الله أرجو لكم الحفظ والرعاية
ربى احفظ بنات المسلمين
منقوول للافادة